واشنطن- ا ف ب
دعا رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى مقاربة "جديدة" من اجل التوصل الى سلام مع الفلسطينيين، يستند لـ3 ركائز، هي السياسة والامن والاقتصاد، مبدياً إستعداده الفوري لاستئناف محادثات السلام بدون شروط، لكن مع ربط التوصل لاتفاق سلام نهائي بوجود اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية.
نتنياهو، الذي كان يتحدث في دائرة تلفزيونية من القدس، أمس الاثنين 4-5-2009، للجنة الشؤون العامة الأمريكية الاسرائيلية (ايباك)، وهي جماعة ضغط امريكية بارزة مؤيدة لاسرائيل في الولايات المتحدة، لم يشر الى الحل القائم على دولتين (اسرائيلية وفلسطينية) الذي يدعو اليه الرئيس الأمريكي باراك اوباما.
وقال خلال المؤتمر السنوي للجنة "اعتقد انه من الممكن التوصل (الى سلام) لكن اعتقد ان هذا الامر يتطلب مقاربة جديدة".
وشرح أن "هذه المقاربة الجديدة التي اقترحها تأتي في 3 مسارات نحو السلام بين اسرائيل والفلسطينيين: سياسي وامني واقتصادي".
واوضح امام 6500 مندوب في المنظمة، والسفراء الاجانب في واشنطن وسياسيين أمريكيين ان "المسار السياسي هو اننا مستعدون لاستئناف مفاوضات السلام بدون تأخير وبدون شروط مسبقة وبقدر ما يتم ذلك بسرعة يكون الامر افضل".
أما المسار الامني فيتطلب مواصلة المحادثات التي تضم الجنرال الأمريكي كيث دايتون، بالتعاون مع الاردنيين والسلطة الفلسطينية التي يترأسها الرئيس محمود عباس، من اجل دعم قوات الامن الفلسطينية. بينما "المسار الاقتصادي يعني اننا مستعدون للعمل معا من اجل رفع اكبر عدد ممكن من العقبات من اجل تنمية (...) الاقتصاد الفلسطيني".
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يتقن اللغة الانكليزية "نريد ان نعمل مع السلطة الفلسطينية على هذا الطريق ليس كبديل عن المحادثات ولكن كمحرك لها".
واكد وسط تصفيق الحضور "اريد ان يعرف الشبان الفلسطينيون ان هناك مستقبلا لهم (...) اريد ان يحصلوا على وظائف".
وحذر نتنياهو، الذي سيزور البيت الابيض في 18 مايو الجاري، من أنه "لن يكون هناك سلام بدون امن". وقال "لن نساوم ابدا على امن اسرائيل. ثانيا، كي يتم التوصل الى اتفاق سلام نهائي يجب ان يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية".
وكان نتنياهو طالب في لقاء مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل، في 16 ابريل، بان يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة يهودية، لكن عباس رفض ذلك بعد ايام. ويستند الرفض الفلسطيني إلى أن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية قد يساعد الزعماء الاسرائيليين على رفض أي عودة للاجئين الفلسطينيين الذين فروا أو اجبروا على مغادرة ديارهم اثناء حرب 1948.
وحتى الآن، استبعد نتنياهو إنشاء دولة فلسطينية، مصراً على تركيز الجهود في سبل تعزيز الاقتصاد بالضفة الغربية قبل بدء مفاوضات للتوصل الى اتفاق حول وضع نهائي. فمنذ أن تولى منصبه على رأس حكومة يمينية جديدة، في 31 مارس، لم يتحدث نتنياهو بشكل محدد عن انشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي قضية ذات اولوية لدى الولايات المتحدة والعرب.
في المقابل، يرفض الفلسطينيون فكرة "السلام الاقتصادي"، معتبرين أن المحادثات مع اسرائيل لا يمكن ان تستأنف الا عندما يلتزم نتنياهو بمبدأ دولة فلسطينة. وموقف نتنياهو قد يضعه على طريق صدام مع اوباما، الذي نقل عنه مبعوثه الالتزام بحلّ "يقوم على دولتين"، يتضمن انشاء دولة فلسطينية الي جوار اسرائيل لانهاء صراع مضى عليه 6 عقود.
ويعتزم نتنياهو زيارة واشنطن في 18 مايو/ايار لاجراء محادثات مع اوباما قد توضح فرص استئناف محادثات السلام التي تساندها الولايات المتحدة والتي تعثرت العام الماضي وسط نزاعات بشأن الحدود ومصير القدس واللاجئين الفلسطينيين.
