منتدى ونادي قرية عقيبة
بكل الحب والتقدير نرحّب بكم في منتدانا
منتدى ونادي قرية عقيبة
بكل الحب والتقدير نرحّب بكم في منتدانا
منتدى ونادي قرية عقيبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ونادي قرية عقيبة
ثقافي . اجتماعي .ترفيهي
منتدى ونادي قرية عقيبة
::
منتدى الأدب
::
منتدى القصة القصيرة
خريف الكلام
كاتب الموضوع
رسالة
بيوراسب
المدير العام
عدد الرسائل
:
375
العمر
:
59
تاريخ التسجيل :
25/01/2009
موضوع: خريف الكلام
الجمعة مارس 09, 2012 11:51 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
خريف الكلام
كلُّ الدُّنيا تَعلمُ أَنّ الشَّمسَ تَبزُغ مِنَ الشَّرْقِ إِلا أنَا ،فَكلَّ إِطلالَةٍ لهَا هُوَ بِمثَابِةِ اِشرَاقَةِ شَمْسٍ بِالنِّسبَةِ اليَّ.
لَقَد خَلقَهَاَ اللهُ البَدِيعُ سُبْحَاَنَهُ،أرَادَ اللهُ أنْ يُرِيَنَا مِن آيَاتِهِ ،فَكَانَتْ الأبْهَى جَمَالاً وَجَلاَلاً، والشَّكلَ الأكمَلِ لِحَوّاءَ فِي حُسْنِهَا وَدَلالِهَا ..
َكُلَّ ََّوصْفٍ جَمِيلٍ يُنَاسِبُهَا وَحْدَهَا،و فِيهَا قِيلتْ الأشْعَارُ وَالقََصَائِدَ إِجْلالاً لهَا ...
فِيْ عَيْنِيهَا مَا يَدْفُعُنِي إِلىَ اِرتِكَابِ الخَطِيئَةِ مَرّاتٍ كَثِيرَة!..
وَدُمُوعَهَا الَّتِي غَسَلتْ مُقلتِيهَا بَللّت الأهْدَاب َوَرَمتْ بِثقلِهمَا عَلىَ أَجْفان ٍغَلبَهُمَا الكََََرَى تُجَافِي الحَاجِبِيْنِ السَّابِحَيْنِ الّلذَيِنِ رُسِمَا عَلىَ شَكلِِ سَيفٍ دِمَشْقِيٍّ قَدِيمْ..!
يَتدَلّى شَعرَهَا البِلاِتينيّ لتُظْهِرَ بَرَاعَة الفِرَنْسِيِّينَ فِي "المَاكيَاجِ وَالبَليَاجِ" وَلكِنّه بِسِحْرٍ شَرْقِيٍّ بَدِيعْ...
يَتَلاءَمُ ذَلِكَ مَعَ مُقَدَّمَةِ أَنفِهَا الصَّغِيرُ وَتَنْسَجِمَ مَعَ اِبْتَسَامَتِهَا السَّاحِرَة!!..
كَأنَّهَا أُنثَى تَعِيشُ فِي بَرِّيّة الغِزْلان ِلكِنَّهَا بِصُورَةِ إِنسَانْ !!..
أَوأَنَّهَا تَقِفُ عّلىَ فَُوَّهَةِ بُرْكَانْ، لاَ تَخشَى السُّقُوطِ فِيهِ وَلاَ تَعبَأُ لِلصَّهَارَى وَالثَّورَانْ ؛هِيَ حَالَةٍ مِنَ الَّلامُبَالاةِ وَالعَفوِيَّةِ فِي سَجَيِّتهَا .
فِي ضَحِكاتِهَا فَوْضَى النَّغمَاتِ مِنْ آلةِ " الهَارْغ ِ" فِي أُمسَيَةٍ فِرْعُونِيّةٍ مَاجِنَة..
وَفِي صَمْتِهَا صُوَرَاً مِنَ الألَمِ ٍوَالحُزْن ِ،ٍ تَرَكهَا دَافِنْشِي عَمْدَاً، لِيُثبِتَ أنَّ الإِبدَاعَ الإلهِِيُِِِّ،هَوَ مَعِينَاً لاَ يَنْضَبْ ..
فِي صَوْتِهَا مَا يُدَاعِبُ أذُنَاي فَيشُدُّنِي لِلاستِمَاعِ إلِيهَا ،وَكأنَّهَا عَلىَ مَسْرَحٍ "أوبَّراليٍّ "كبِيرٍ تَروِي قِصَصَاً عَنْ "أودِيب" تُشَرِّعُ فِيهَا سُبُلُ الخَطِيئَةِ ....
تَفرِضُ أنُوثَتَهَا الطَّاغِيةُ بِلُطفٍ ،تُحَرِّكُ فِيّ فَوضَى المَشَاعِرِ المُختَلِفَةِ،لتَعبَثَ فِي بَعضَ المَفَاهِيمَ الرَّاقِيَةِ عَنِ العِفَّةِ وَالشَّرََفِ الخَاصَّةِ بِي..
إِذَا أرَادَتْ أنْ تُبدِيَ جُنُونَاً ،يَكفِي أنْ تُثَارَ لتُعبِّر بِصِدق ٍ وَعَفوِيَّة ،تَتحَوّلُ فِيهَا إلَى أنْثَى هَائِجَةٍ تُعَبِّرُ بِشَكلٍ جُنُونِيٍ عَنْ حَالَةٍ مُفَاجِئَةٍ !!.....
قَدْ تَهْدِمُ كُلَّ مَا سَعَتْ إلىَ بِنَائِه،دُونَ أنْ تَأسَفَ أوْتَعبَأ أوْ أنْ تَحسِبَ لِلنَّهَايَاتِ حِسَابْ...
كالسَّيلٍ الجَارِفِ الّذِي جَاءَ نَتِيجَةَ اِنهِيَارِ سَدًّ فَجأةً ، وَذَلِكَ فِي لَيْل ٍ أمْردٍ أجْردٍ، دَمَّر قُرَىً وَمَزارِعَ وَأغْرَقَ قِطعَاناً مِنَ مَاشِيَتِها، بَينَمَا يَقِفُ أهْلُهَا مَذهُولِينَ مُشرَّدِينَ كالسُّكَارَى ،َظنّوا أنَّهُم فِي مَأمَنٍ :وَلكنَّ ذَلِكَ كَانَ نَتِيجَةَ مُكرَ الحَالةِ وَسُخرِية القدَرِ...
حِينَ التَقِينَا أوَّلَ مَرّّةٍ كَانَ نِصْفُ قَلبِي هُوَ يَدِي وَنِصْفُ قَلبُهَا هُوَ يَدُهَا.....
فَتَصَافَحْنَا وَكُنّا قَلبَاً وَاحِدَاً فَاحْتَوَانَا المَكَانْ،انتَابَنِي شُعُورٌغَامِضٌ لِلحَظَاتٍ مَضَتْ،لَمْ أعُدْ أعْلمُ إنْ كَانَ قَلبِي الّذِي يَدُقُّ فِي قَلبُهَا أمْ هُوَ قُلبُهَا الّذِي يَدِقٌّ فِي قَلبِيْ .!؟.
لقَدْ تَطَوَّعَتْ كُلَّ جَوَانِحِي لاِستِعَادَةُ قَلبِي فِي لَحَظَاتْ،بَينَمَا تَوَّقَّفَ عَقلِي عَنِ التَّفكِيرِ فِي تِلكَ الّلحَظَاتِ،ثُمَّ عَادَ إِلىَ مُرَاقَبَةِ نَزَوَاتِ قَلبِي،الَّذِي بَدَا كأِنّمَا رِيَاحٌ عَاصِفَةٌ تُحَاوِلُ خَلعَ عَبَاءَةَ بَدَوِّيّ تَاهَ فِي الصَّحْرَاءِ،لِيُظهرَ قُبْحَ الحَالةِ وَسُوء َالتصَرّفِ..
سَحبَتْ يَدَهَا مِنْ يَدِي وَكأنَّها تَستَعِيد مَاجَاءَ مِنهَا اِليَّ ، وَذَلكَ عَلى اِستِحْيَاءٍِ وَخَجِلٍ ....
اِستَدرَكْتُ المَوقِفَ الّذِي أنَا فِيهِ قَبلَ أنْ أثُيِرَ شُبْهَة الجَمْعِِ السَّاهِرِ لدَيهِمْ ، بَينَمَا رَاحَ صَدِيقِي يُعَرَّّفنِي عَلى بَقيّةَ المَوْجُودِينَ حَتَّى نَطَقَ بِاسْمِهَا ،كأنَّهُ يُحَاوِلُ أنْ يَنقُشَ حُروفِهَا فِي ُكلِّ زَاوِيةٍ مِنْ قَلبِي بِشَكلٍ مَقصُودٍ .
لَولاَ أنَِّي خَشِيتُ أنْ أَكشُفَ لَهُ عَن حَالتِي، كُنتُ قَلتُ لَهُ صَرَاحَةً ،وَاللهِ يَا صَاحِبِي لقَدْ ذَهَبَ جُزْءَاً مِنِّي إِليكَ !!..
لا َتَسْألُنِي كَيفَ ،وَلِمَاذَا ،أوْمَتَى ، فَاِنِّي أفدِيكَ بِهِ لطَالمَا أقسَمْتُ أنْ أفدِي بِهِ وَطَنِي ..
لقَد غَزَا جُزْءَاً مِن لدُّنْكَ قَلبِي وَأَخَذَ مَكَانَهُ فِي السُّوَيْدَاءِ ، وَرَاحَ يَرقِصُ عَلىَ جَمِيعِ أوْتَارِهِ وَيِهِزُّ عَرْشَهُ،وَيُلهِبُ أحَاسِيسِي ،وَيهِيمُ بِأفكَارِي، وَذلِك فِي صَحْرَاءِ الحُرْقةِ مِنَ الوَلَهِ وَالشَّغَفِ وَالهَيَامِ ،وَتخدَعُنِي صُوَرُ السَّرَابِ فِي كُلِّ مَكَانْ ،تَرْسُمُ لِي وَاحَةَ عِشِقٍٍ تَدعُونََي إلىَ نَهْرِالعَسَلِ فِي جَوفِ الشَّجَرِ. قدْ لاَ يَقبَلُ المَنْطِقَ ذَلِكَ،لَكِنَّ الأرْضَ المُبَتَليَةِ تَرَى فِي قَطْرَةِ المَاءِ جَدْوَلاً يَقِيهَا مِنْ تَفَتُّتها وَاِنشِقَاقِهَا.
دَارَ حِوَارُ حَوْلَ سَبَبِ اِختِيَارِي السَّكنَى فِي دِمَشْقَ ، وَما إِذَا كُنْتُ أَكرَهُ العَودَةٌ إِلَى مَدِينَةِ حَلَبَ حَيْثُ مَسْقَطُ رَأسِي .
لَقدْ ألْهَبَ سُؤَالُهُمْ نَارِاُ فِي صّدْرِي ، جَعَلنِي أَتَهيَّبُ للرَّدِّ عَلى مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ..
وَأرَدْتُ أنْ أُبَعثِرَ بِكُلِّ المُفْرَدَاتِ الجَمِيلَهِ أمَامَهَا .. فَجَاءَ رَدّي وَجَوَابِي فَقُلتُ:
كُلُّ أرْض ٍفِي سُورِيَّا هِيَ أرْضِي،وَكُلُّ بُسْتَان ٍفِيهَِا هُوَ زَرْعِي ..
كُلُّ بَيْتٍ فِيهَا هُوَ بَيْتِي ،وَشَعبُهَا هُْم أهْلِي ،كُلُّ فَلاَّحٍ ٍهُوَأخِي، كَذَلِكَ الطَّبِيبُ وَالصَّانِعُ وَالجُنْدِيُّ المُتَأهِّبُ دِفَاعَا عَنْ بِلاَدِي..
فَالغِزْلاَنُ وَالحِمْلاَنُ تَرْتَعُ فِي الحُقُولِ الخَضْرَاءِ وَلاَ تُبَالِي.كَذَلَكَ هُوَ أنَا وَحَالهُمْ بِالنِّسبَةِ إليَّ يُشبِهُ حَالِي...وَمَا يَتوَّجَبُ عَلىَ بَنُو عُمُومَتِي يَقَعُ ذَلِكَ عَلىَ أخْوَالِي...
الحَيَاةُ عِنْدِي جَمِيلَةٌ ،لطَالَمَا كَانَتْ نِصْفُهَا لِي، وَنصْفُهَا الآَخَرَ أقتَسِمُهَا مَعَ أهْلِي وأحبائي ...
يَطِيبُ العّيْشَ فِي بِلاَدِي لِمَنْ أرَادَ الإقَامَةِ فِيهِ، فَكُلّ سُبُلُهُ آمِنَةٌ لِلشَّادِي وَالغَادِي....
كَانَ الحَدِيثُ لٍِمُسْتَشْرِق ٍوَأدِيب ٍ بَرِيطَانِيٍّ كََبِِيرٍ حَيْثُ قَالَ
(لِكُلِّ اِمْرِءٍ فِي هَذَا العَالَمُ وَطَنَانِ أحَدُهُمَا يَعِيشُ بِهِ والأخْرَى هِيَ سُورِيَّا))؛ تَسْتَحِقُّ وِسَامَاً رَفِيعَاً مِنْ بِلاَدِي يَا "بَاترِيْك سْتِيل" فَنِعمَ المُوَاطِنُ أنْتَ وَنِعْمَ الشَّادِي ..
لكِّن جَوَابِي لَمْ يُرضِي فُضُولَهُمْ فَعَاوَدُوا إلَى سُؤَالِي مِنْ جَدِيْد:وَمَاذَا عَنْ قَرْيَتِكَ إذنْ !؟ هَلْ تَهْجُرَهَا إلى غَيْرِ رَجْعَة !!؟.
نَظرْتُُ إلىَ عَيْنِيهَا الَّتِي لمْ تُفَارِقَانَنِي مُذْ جَلسْتُ،وَ بِعَفوِيَةٍ مُفتَعَلهٍ أَردْتُّ الهُرُوبَ مِنْ مَنْ قَد يَخْتَلِسُ النَّظَر ُوَيَكتَشِفُ أمْرِي.
بِتَنهِيدَة ٍنَقَلتْ اليَّ صُورَةَ قَرْيَتِي ،وأصْبَحَتْ كَلوْحَةٍ فَنِّيةٍ رَائِعَةٍ فِي مُخَيِِّلّتِي ،أجَبْتُهُم بِاهْتِمَامٍ قَائِلاً:إلاّ قَرْيَتِي!!..
قِصَّةُ حَضَارَة ، ٍوَسِحْرُ المَكَانْ ،وَصُورَةُ شَعْبٍ أَبِيٍّ ،وَتَارِيخٍٍ ٍ قديمٍ ،وماضٍ عَرِيقْ ..
فِي قرْيَتِي حَيْثُ العُشْبُ السَّاخِرُ يََنبُتُ بَيْنَ الصُّخُورِ وَالأَحْجَارِ .. ذَلِكَ العُشبُ الّذِي جَاءَ كَرَسُولٍ مِنْ غَابَةِ الأَسْرَارِ،لِيَقُولَ أنَا الّذِي أرْسُمُ صُوَرُ الطَّبِيعَةِ الخَلاّبَةِ ،وَأنَا الّذِي أنْقُلُ إِليْكُمُ الأَخْبَارَ وَالأَسْرَارْ ..
ففَضَاؤُهَا الرَّحِبُ حَيث ُتَبْسُطُ الشَّمْسَ خُيُوطُهَا الذَّهَبِيِّةِ فِي كُلِّ الأَنْحَاءِ وَالأَرْجَاء..
وَهَوَاؤُهَا العَليْلُ ونَسَمَاتُهَا الهَادِئَةُ،تَترَنّحْ لهَا الأَجْفَانْ ...
تُدَاعِبُ تَلافِيفَ الدِّمَاغَ بِرسَالَةٍ مُفَادُهَا ،أنّهُ ارْكَعْ لمَنْ خَلَقَ فَسَوَّى،فَأنْتَ فِي حَضْرَةِ عَظَمَتِهِ سُبْحَانَهُ ..
بَينَمَا يَمْتَزِجُ صَوْتُ حَفِيفِ أوْرَاقِ الشَّجَرِ مَعَ الصَّفِيرِ الذِي يَصْدُرُ عَنْ تِلكَ الصُّخُورِ القَدِيْمَةُ المُخَرَّمَةِ نَتِيجَةُ مُرُورِ الرِّيَاحُ فِيهَا أحيَانَاً،تَنسَجِمُ مَعَ أصْوَاتِ الطُّيُورِ المُختَلِفَةِ فَي عِنَانِ السَّمَاءْ ...
كَأِنَّمَا كَورَسَا مُوسِيقِياً مُتَكَامِلاً يَعزِفُ "لَحْنَ البَقَاء" ..
يَطِيبُ ُلِلنَاسِكِ وَالوَاعِظ الدِّينيِّ الكَبِيرِ "مار مارون" ((منَظِّر المذهب المسيحيّ الماروني)) أنْ يَسْتَمِعَ إليْهَا فِي مَرقَدِهِ ، وَيَدْعُوا اللهَ مِنْ خِلالِ تَرنِيمَات ٍدِينِيَّةٍ،أنْ يَهْدِيَ الضَالُّ وَأنْ يَزِيدَ مِنْ حِكمَة َالكُهّانِ ، فِي المَوْعِظَةِ وَذِلكَ لأَجْل ِبِنَاءِ الإِنسَانْ...
بَيْنَمَا يَخْلِدُ الخُفَّاشُ كُلَّ نَهَارِهِ فِي شُقُوقِ جُدْرَانِ مَعْبَدِ" زُوْرْبَا" كَاسِر فَلاسِفَةِ السُفْسُطَائيّةِ الرُّومَانْ ...
الَّذِينَ تَرَكُوا نُقُوشَهُمْ الأَثَرِيَّّة ِعَلىَ الصُّخُورِ وَذَلِكَ عَلى شَكْلِ رُسُوم ٍوَإِشَارَاتٍ وَرُمُوزٍ غَدَتْ أُحْجِيَةٌ يَصْعِبُ عَلىَ أهْلُ القَرْيَةِ حَلُّهَا ؛ فَبَعضُهُمْ مَنْ قَالَ أنَّ هُنَاكَ مُدُنٌ رُومَانِيَةٌ مًطمُورَةٌ تَحْتَ التُرَابِ،وَمِنْهُم مَنْ قَالَ بَلْ أنَّ هَذِهِ الإِشَارَاتُ إِنّمَا هِيَ دَلالَةٌ عَلى مَكَامِنُ كُنُوزِهِمْ ،وَلَكنَّهَا مَرْصُودَةٌ مِنْ قِبَلِ حُرَّاسٍ ٍ مِنْ "مَرَدَةُ الجِّنْ" يَتَحَوَّّلونَ بِأشْكَالِهِمْ إلىَ أفَاع ٍيُدَافِعُونَ عَنْ تِلكَ الكُنُوزِ.
لمْ يَهْتَمُّ أهْلَ القَريَةِ فِي البَحْثِ والتَنقِيبِ،فَقَدْ وَرِثوا هَذِهِ الآثَارَ كَابِراً َنْ كَاِبرْ وَحَافَظُوا عَلى َارْثَ الأجْدَادِ وَثَقَافَتِهِم...
فِي قَرْيَتِي بَيتَاً لِكُلِّ ضَيْفٍ يَزُورَهَا أوْعَابِر سَبِيلٍ،وَذَلِكَ تَعبِيرَاً َنْ رَحَابَةِ صَدْرِأهْلِهَا
،فَالقِيَافَةُ وَالكيَاَسَةُ وَكَرَمِ الضِّيَافَةِ، هِيَ صِفَةٌ مُتَأصِّلِةٌ وَمَورُوثَةٌ فِي شَعْبِهَا..
ليْسَ اِختِيَارِي لِمَدِينَةِ دِمَشْقَ إلا كَوْنَها مَصْدَرُ رِزقِي وَمَركَزُ عِلاَجِي وَاِسْتِشْفَائِي ، لأنَِي مَرِيضٌ وَاحتَاجُ إلىَ الرَّاحَةِ بَعِيدَاً عَنِ المَشَقَّةِ مَهْمَا بَلغَتْ تِلكَ كَانَتْ نَصِيحَةُ الأَطَّبَاءَ لَي......
كَانَتْ تُتَابِعُ حَدِيثِي بِاهْتِمَامٍ بَالِغٍ،بَيْنَمَا كُنتُ اسْتَرِقُ النَّظََرَ إليْهَا بَينَ الفَيْنَةِ وَالأخرَى
،أضِيفُ إلىَ ذَاكِرَتِي صُوَراً مُبَعثَرَة لهَا ، لتبقى حَبِيسَةً فِي وِجْدَانِي وَكَيَانِي ..
لقد قَرَّرت التَّخَلِي عَنْ نِصْفُ حَيَاتِي لهَا وَمَا بَقِي لِيَ مِنْ نِصْفِيَ الآخَرُ تَاهَ عَنِّي ..
واِختَلطَتْ عَليَّ الاِتِّجَاهَاتُ،كَأيِّ جُندِيٍّ يَعرِفُ مّهّمَّتُهُ وَلكنَّهُ تَاهَ وَحْدَهُ فِي الصَّحْرَاءِ فَكلُّمَا بَلغَ قُِمَّةٌ اعْتَبَرَ أنَّ الّتِي تَلِيهَا مَرْصَدُهُ،وَكُلَمَا رَأى سَرَابَاً هَامَ عَلى وَجْهِهِ، فَلاَهُوَ بَالِغ مَرْصَدُهُ وَلا هُوَ سَيَجِدُ يُنبُوعَاُ فِي البَيْدَاءِ .
مَعَ قِراءَةٍ مَنطِقِيَّةٍ لِمَا يَجرِي مِنْ حَوْلِي كَانَ يَجِبُ أنْ أعُودَ إِلىَ رُشْدِي،وَأنْ أَكُونَ لَبِقَاً وَأنْ أسْتأذِنُ بِالاِنصِرَافِ ،فَلنْ تَرْوِي أرْضِيَ نُقطَةُ مَاءٍ وَلَنْ تَشْفِيَ السُّحُبَ وَالغُيُومَ غَلِيلَهُ إِذَا لَمْ تُمطِرْ،فَمَا نَفْعَ البُسْتَان ِإِذَا لمْ يُزْهِرْ؟!.
تَثَاقَلتْ قَدَمَايَ وَلمْ تَعُدْ تَحْمِلانَنِي، بَعْضُهَا جَاءَ بِسبَبِ تَرَدّدِي وَالسَّبَبُ الآخّرَ هُوَ تَعَبِي وَألمِي وَسَقَمِي ..
آهٍ لكَ أيُّهَا الزَّمنُ !! فِي المَاضِي القَرِيبُ كُنتُ أتَهيَّّبُ صُعُودَ الجِبَالِ جَرْيَاً وَلاَ يَلحَقُنِي أحَدُ ....وَاليَوْم َأسْعَى كَالسُّلحَفَاةِ بِبُطيءٍ وَقَد أثْقَلَ كَاهِلِي عِشْقِيَ الحَيَاة،فَقَد ضَاعَ نِصْفِيَ الأوَّلُ وَتَشَتََّت أفكَارِي وَنَسِيتُ نَشِيدُ الفُرْسِانِ .
كَثِيرُون هُمْ الّذِينَ يَرَوْنَ اليَوْمَ الأشْيَاءَ بِآذَانِهِم كَالعُمْيَانْ ،وَيَسْمَعُونَ بِأَفوَاهِهِِم كالخُرْسَانِ ، فَلاهُمْ اِسْتَطَاعُوا إِقنَاعَ مَنْ حوْلَهُمْ وَلاَ رَضِيَ عَنْ أدَاؤُهُم أحَداً...
هَؤُلاءِ مََْن صُمَّت قُلوبُهم ، فَغِشِيَت عَنْهُم جَمِيعُ الحَوَاسِ ...فَيَا لَهذِهِ الحَيَاةُ الّتِي نِصْفُهَا تَكُونُ لهُم ، وَذَلِكَ دُونَ شعورٍ أوْ إحْسَاس ٍ..وَيَقُولونَ أنَّهُم يَعِيِشُونَ بَيْنَ النَّاسِ .
وَقَفْتُ أمَامَهُم أسْتَأذِنَهُم أرِيدُ المُغَادَرَةَ،وَذَلَكَ قَبلَ أنْ يَنْبَلِسَ لَهُمْ أمْرِي...
اِسْتَرَقتُ النَّظَرَ لآَخِرِ مَرَّّةٍ إِلىَ مَنْ كَاَنتْ سَبَبُا فِي بَقَائِي،ذَلِكَ لأَحْتَفِظَ بِآخِرِ صُورَةٍ لهَا فِي البُومِ ذَاكِرتِي..
ثمَّ وَدَّعْتُهُم وَأنَا أرسُمُ صُوَرُ الخَيْبَة ِ وَالهَزِيمَةِ ،سَاخِطَاً عَلىَ المَوْقِفَ بِرُمَّتِهِ .
كُلُّ مَا أرَدْتُهُ فِي حَيَاتِي هُوَ البَحْثَ عَنْ إِنسَانْ...لَعَلَّهُ صَعْبٌ إِيجَادُهُ فِي هَذَا الزَّمَانْ .. لَقَد اِخْتَلفَتِ المَوَازِينَ فِي عَصْرِنَا كَذلِكَ بَعْضُ المَفَاهِيمَ ،وَبَاتَ أنْ تَجِدَ صُورَةُ الحَقِّ وَالصِّدقَ وَالأَمَانَةَ بَينَ النَّاسِ هُوَ مِنْ ضُرُوبَ المُسْتَحِيل..
فَلقَدِ اِسْتبَاحَ البَعْضُ أمَانَاتِهِم ، وَغَدَا المَظلومُ مُذْنِبَاً ،وَالحَقِيرُ وَليّاً ،وَالدَّنِيءُ سَوّيّا ،وَالرَّزِيلُ فَضِيلاًً ،وَبَاتَ حَلّ العَقدِ بِيدِ اِبنَ الحَرَامِ، فَيُنَاصِرَ البَاطِلَ عَلىَ الحَقَّ وَيُدَافِعُ عَنِ الخَطِيئَةِ وَالخِذْلاَنْ !!..
لاَأدْرِي كَيْفَ تَحَوّّلَ هَذَا الزَّمَانُ،تُرى هَلْ مِنَ العَدَالَةِ أنْ يَعِيشَ الذِّئبَ مَعَ الحِمْلاَنْ!؟ .. وَالصُّقُورَ مَعَ الجِرذَانِ !!..لَطَالمَا كُنتُ أرْفُضُ القَوَاعِدَ الشَّاذّةِ وَالغَيِرَ مُقنِعَة...
بَعْضُهُم يَطرَحَ نَظرَيّاتٍ جَدِيدَةٍ كمَفهُومِ لِلحَقِيقَةُ ، وَلكنُّه مِنَ المُرَاءِ وَالرِّيَاءِ وَالنِّفَاقِ أنْ ُتوَافِقَ عَلىَ أمْر فِي غَيْرِ قَنَاعٍَةٍ ..
أنَ تَجْعَلَ الأَبْيَضَ أسْوَدَاً وَتَفرِضَهُ أمْرَاً وَاقِعَاً عَلىَ النَّاسِ وَتَغْصِبَهم عَلىَِ الإِيمَانِ بِهَا كَحَقِيقَةٍ يَجِبُ انْتِهَاجَهَا ..
ليْسَتْ مِنَ المُرُوءَةِ فِي أنْ تَفْرِضَ آرَاءاً مَغْلوطَةٍ عَلىِ النَّاسِ وَتَقرِّرُهَا مَنْهَجَاً عَامّّاً ..
فَقَدْ غَدَت الدُّنيَا كُلهَا فِي مِقبَضٍ صَغِيرٍ، يَنقُلُ أخْبَارِاً وَصَوَراً لِلنَّاسِ جَمِيعَاً وَذَلِكَ فِي صُندُوقٍ يَحْمِلُ كُلَّ ألوَانِ الكَذِبَ وَالصِّدْقَ مَعَاً ..
ليْسَ هُنَاكَ أعمَى فِي الدُّنيَا إِلا إِذَا قَرَّرَ أنْ يُصْبِحَ أبْكَمِاً..
وَليْسَ هُنَاكَ أخْرَسَاً إِلاَ إِذَا صُمّت أذُنِاهُ وَبَاتَ يَسْمعُ مِنْ فَمِهِ !!
ليْسَ هُنَاكَ عَلى الأَرْضِ ِ، أحَدَاً لايَعْرِفُ الحَقَّ وَلاَ يَطِيقُهُ إِلا أصْحَابَ النُّفُوسَ الشِّرَِِيرَةِ الَذِينَ يَرِونَ البَاطِلَ حَقا وَيَفرِضَونَه على َالنَّاسِ كحَقِيقَةٍ وَاقِعَةٍ وَيَجِبُ اِحتِرَامُهَا .
قَد أقبَلُ مَنْ تُشَارِكَنِي أمْنِيَاتِي أنْ تَعِيشَ فِي خَيَالي ، كَصَوتَ لَلحَقِّ وَللضَمِيرُ يَصْدَحُ فِي فَضَاءِ غُرْفَتِي فَيِشْعُرُنِي بِنَشوةِ الشَّبابِ ،وَأخَاطِبُها بِكُلَ شَوقِ وَحُرْقَة ...
يِا "فَيْرُوزُ"الشَّامِ لاَ تُنَادِي "وَيُنُن" لقدْ مَضَوا إلى غَيرِ رَجْعَةٍ .
يَا أخْتَ الشُّرَفَاءُ لقدْ سَمِعَكِ "جَبَلُ الشَّيخ ِ"تُنَادِي فَازدَادَ شَمَمَاُ يُحَاكِي "جَبَلُ صَنِّين"وَ"مَدِينَةُ المَدَائِنُ" .
عُذرَاً مِنْكِ يِا اِبْنَةَ العَذْرَاءِ البَتُولِ ، لقدَ مُنِعنَا مِنَ الاِغْتِسَالِ فِي نَهرَ الأرْدُنِّ .
يَا صَاحِبَةَ الصَّوْتُ الرَّائِع ِ لقَدْ أسْمَعَتْ كَلِمَاتُكِ المَغْرْبَ وَالمَشْرِقَ،فَلاَ الأَعَاجِمُ فَهَِِمُوا أحْجِيَتِكِ ،وَلاَ العَرَبُ فَهِِمُوا رِسَالتُكِ...
لمْ تَبْلَّغَِ آمَالُكِ أسْمَاعََ المُؤمِنِينَ بِكِ، فَقَدْ سَدُّوا كُلَّ مَنفَذٍ يَرْقَى إِلينَا،حَتّى أنَّهُم غَيَّرُوا فِي بَعْضِ المَفَاهِيم الوَطَنِيَّةِ ،قََبِِلنَاهَا رُغْمَاً عَنَّا بَلْ أصْبَحَتْ مَنْهَجَا تُدرَّسُ فِي مَدَارِسِنَا.!!
فَالبَاسِلُ وَالمُغَوارُ وَالمِقدَامُ وَالفَارِسُ الكَرَّارْ أسْمَاءٌ كَانَتْ تُطلقُ عَلىَ جُنُودِ المَوتِ وَالثّوَارِ الأَحْرَارِ ..
أمَّا اليَومَ يَا سّيِدَةَ القَوْمِيّينَ العَرَبُ، بَعضُ هَؤُلاءِ هم تَحْتَ أمْرَةِ صُنَّاع ِالقَرَارِ فِي دُوَلِ الغَرْبِ مِنَ العِصَابَاتِ والتُجّارِ...
وَأصْبَح َالمُرَابِضُ وَالمُجَاهِدُ وَالمُكَافِحُ وَالمُقَاوِمُ إِرْهَابِيّاً يَجِبُ مُلاَحَقَتِهِ وَاِجتِثَاثِهِ.
لمَ ْتَعُدْ خَبطَة ُآدَمٍ عَلىَ الأرْضِ "هدّارَة "، وَ غَدا عَرِيْنُ العُرُوبَةِ مُبَاحَاً..
لَمْ يَعُدْ يَصِيحُ الدِّيْكُ لِشَهرَيَارٍ وَلَمْ تَنْتَهِ ِشَهْرَزادُ عَنِ الكَلامَ ُالمُبَاحُ،وَلنْ يَعْتَذِرَ مِنْكِ ِ"مُظَّفّرُ النَّوَّابَ" مُجَدَّداً وَلنْ يَصْدَحَ "مَارْسِيلُ" " صَامِدُونَ هُنَا " فَأَنتِ فِي بِلاَد ٍأهَمُّ حِكمَةٍ لدَيهِمْ تَقُولُ : ((لِسَانَكَ حِصَانَك َإنْ صُنتُهُ صَانَكَ وَاِنْ خِنْتَهُ خَانَكَ)) ...
هُمْ فِي دُرُوبِ الخِذْلانِ مَاضُونَ ، نَنتَظِرُ جِيلاً يَقلِبُ هَذِهِ المَفَاهِيمُ وَتَكُونِينَ أنتِ يَا عُصْفُورَةُ الجَنَّةُ وَحَمَامَةُ السَّلامُ ،مَلِكةُ قُدْسِ الأَقدَاسِ فَلتَكثُرِي الدَّعَوَاتِ وَالتَّرَانِيم ُ..
فَليَقتَدِي بِكِ الرَّاهِبُ وَالإِمَامُ ،وَعِندَكِ فَليَلتَقِي الأبْطَالَ الهُمَامُ وَبِيَدِك وَحْدَكِ يَكُونُ الزِّمَامُ ، وَأنِا أنتَظِرُ وَكلّي إيمَانٌ بِمَجِيءِ سَيّد ٍ يَرْفَعُ عنّا الظُّلمَ وَالطُّغيَانِ .
يَا قَلبِيَ المُثقَلُ بِالآَلامْ ،هَلْ سَتَتحَمّلَ قَاصِمَةٍ أخْرَى فتُردِيك؟؟!.
أوَ تَنتَظِرَ مَنْ يُشْفِقُ عَليْكَ عَطْفَاً، فَيُسَامُرْكَ الّليَالِي وَيعِيشَ مَعَكَ بُؤسَ الأيَّام ِ.
وتَرَى الرَّاقِصُ عَلىَ الجِرَاحِ يَتَرَنَّحُ طَرَبَاً ،يَرُشُّ المِلحَ وَيَنثِرُهُ،وَيقتُلَ البَسمَةُ عَلىَ شِفَاهِ الشَّغَفِ ،وَيَمْلأ الدُّنيَا آهَاتٍ صَامِتَةٍ ، تَقرَأ عَلىَ الجَفْنِ كِتَابُ السُّهو وَالكَرَى .تُزِيدَهُ ألمَاً وَوَهْنَاً وَهَمّاً وَكَرَبِ .
كَيفَ تَطْبُقُ الأَجْفَانُ وَالعَقلُ إليْهِا سَرَى؟؟!.َوكَيفَ يَسْتَقِيمُ الظُّلمَ وَالعَدْلَ مَعَاً ،فِي كفّة مِيزَانِ ؟!!.قَد لا َيَفعَلهَا أحَدٌ فِي الدُّنيَا سِوَى الإِنسَانْ، سيَقِفُ يَوْمَاً أمَام َالخَالِقُ الدّيََّانْ ،
وَسَُيسْألُ عَنْ أمُورٍ لمْ تَكُنْ تَعنِيهِ وَلمْ تَكنْ يَوْمَا بِالحُسْبَانْ .
بَعْضَهُمْ كَانَ يَرَى أنَّه لاَ كَرَامَةَ بَينَ حَبِيبَينِ،وَأنّهُ مِنَ الشَّهَامَةِ أنْ تَرضَخَ ذَلِيْلاً لأِجْلِ الحَبِيبُ، لِذَا فَإِنَّنَا قَدْ نَفقُدُ القُدْرَةَ عَلىَ رُؤيَةِ الألوَانِ كَمَا يَرَاهَا غَيرَنَا ..
لقَدْ كَرِهْتُ أنْ أجِدَ نَفسِي أدْفَعُ عُمْرِي ثَمنَاً لإِحسَاسٍ ٍخَاطِئ ٍ،وَقَلبٌ آثِم ٌيَحتَوِينِي..
رُبَّمَا أجُِد مَنْ يَنزَعُ لِي السَّهمَ الغَارِقَ فِي الصَّمِيمِِ،الذِي أصَابَنِي مِنْ أعَزُّ النَّاسَ لَدَيّ.
قَد يُعالجَ الصَّّبْرَ جُرحِي الغَائِرُ،لَكِنَّ آثَارَه ُلنْ تَخْتَفِي مَا حُيٍيتُ....
إنَّ الحُبَّ العَقلِيّ لايَنفَعُ مَعَ مَنْ يَقطِرُ َقلبَهُ حُزْنَاً وَالمَاً ،فَمَنْ يَعِيشُ عَاصِفَةٍ عَاطِفيَّةٍ هَبَّتْ فِي صَحْرَاءِ الوَجْدِ ، وَقََذَُفَُت ْ بِهِ رِمَالِ ِالشَّوْقِ ِفِي عَين ِشَمْسِ الوَلَهِ وَالهَيَامِ ِبَعِيدَاً
فَهَامَ عَلىَ وَجْهِهِ،حَتّى اسْتَوَتْ كُلَّ السُّبُلِ أمَامَهُ ،وأضحّت كَلِمَاتِهِ قَصَائِدْ حُزْنٍ ،وغدا الصُّوفَ لِبَاسَهُ،فَتَارَة ًيَدْعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ وَيَرْجُوهُ،وَتَارَةً يَضْرِبُ كَأسَ الثّمَالةِ بِعُنق ِ الزُّجَاجَةِ ليَهْرُبَ بَعِيدَا بِرُوحِِهِ بَحثاً عَنْ هَدْيٍ ٍ لِوِصَالِهِ حتََى تَأخُذُهُ سَكرَاتُ النَّومِ وَيَطبِقُ جَفنَاهُ ،أوْأنْ يَجْرِى شّرْقاً فِي دُجَى الّليْلِ يُفَتِشُ عََنْ ضَِياءُ الشّمسِ ِيَحْثَاً عَنْ شَقيَّتَهُ ،لِيَكتَِشِفَ أنْ العَالمَ مُجَرّّدُ وَهْم ٍ،وَأنَّ حَبِيبَتَهُ لمْ تُوْلَدُ بَعْدْ ..
لْيسَ مِنَ المُرُوءَةِ أنْ يَتَخلّى الإِنسَانُ عَنْ كَرَامَتَهِ ، لَنْ أجْعَلَ رِحْلةُ عُمُرِي وَجهُ اِنسَانٍ
أحَبَبتُهُ ،ولن أنتَظِرُ حَبِيَباً بَاعَنِي ..لنْ أحَاوِلُ البَحثَ عَنْ حُلم ِخَذَلَنِي، وَلنْ أجَعَلَ مِنْ قَلبِي مَوئِلا ًللآثَامِ .
سَيِِّدَتِي،يَا أمِيرَة َقَلبِي:الحَضَارَةُ ليْسَتْ ثَوبَاً حِيكَتْ خُيُوطَهُ فِي رِحَابِ الغَرْبُ المُتَثقِّفْ.. وَالحُرِّيةُ لاَتُمَثِّلُ العُهْرَ السِّياسِيُّ فِي أرْوِقَةِ قُصُورِ أمُرَاءُ الشَّرْقِ ،وَلاَ التَّحرُّرَ يَعْنِي التسَّكُّعَ فِي جَزِيْرَةُ العُرَاةِ ِ عِندَ أحَدِ شَوَاطِئ ِ بِلاَدُ الغَال ِ
فَمَا تَرِينَهُ مِنهُمْ ،هُوَ نِتَاجٌ لإِسقَاطَاتٍ تَارِيخيَّةٍ وَأخْلاقِيَّةٍ،قُدَّ مِنْ دُبَُرِ الزَّمَنِ الهَارِبَ مِنْهُمْ لأكثَرَ مِنْ أرْبَعةُ آلافِ سَنِة وَأكثَرُ مِنْ ذَلِكَ ..
أكثَرُهُمْ شَرَّعَ للرَّذِيلةِ وَأسْمَوْهَا حُرِّيَة ٍشَخصيَّة،ٍبَل أنّهُمْ يَقِيمُونَ أمْسَيَةٍ لبَنَاتِهِم مِنهُمْ الّّتِي خَلعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ العِفَةِ،وَمَزَّّقَتْ قَمِيصُ حَيَاؤهَا،وَرَمَت بِالقِيَمِ الأخْلاَقِيَّةِ عَلىَ فِراش ٍ وَثِيرٍ يَجْمَعُهَا مَعَ وَاطِئِ رَحْمِهَا ،وَذلِكَ بِاسْمِ التّحرًّرِ ..
لكنّك ِ آثّرتِ الاِسْتِمَاعَ مِنْ فَمُكِ،عَجَبَاً أرَى مِنْ أنْثَى،تُفَضِِّّلُ الفِّضَّةُ عَلىَ الذَّهَبِ ..
فَخَرَجْتِ مِنْ دَائِرَةَ الرِّقَةِ وَالإِحْسَاسَ ،لتَتعلَّمِي فُنُونَ الحَدِيث فِي الأِلغَاءِِ وَالاِقصَاءْ..
وَأوَّلُ مَنْ طَابَ لَك ِأنْ تَختَبِريْهِ هُوَ أَنِا،ألَمْ تَعْلمِي أنَّ تِلكَ الفُنُونَ هِيَ بَابٌ لِلنِّفَاقِ وَالرِّيَاءِ،لاتَلِيقُ بِمَنْ تَسْعَى اِلىَ التَّحرُّرِ وَالّلحَاقِ بِرُكْبِ الحَضَارَةِ ؟؟!..
الَمْ تَعْلَمِي أنَّ مِهْنَةَ المَتَاعِبَ قَدْ تُفْسِدُ الحَيَاةَ لأسَرٌ وَمُجْتَمَعَاتٍ فتُعَكِّرُ صَفْوَهَا وَتُفرِّقُ شَمْلهَا، تَحْتَ ذَرِيعَةَ البَحْثِ عَنِ الحَقَائِق ِ؟؟!.
ألاَ تَخْشَيْنَ أنْ يَتَحَوَّلَ ذَلِكَ إِلَى إِفْشَاءِ نَارَ الحِقْدِ فَي صَدْرِي، لَيََحْرِقَ بَرَاعِمَ الأَمَل ِالمُتَجَدِّدِ في قَلبٍ اِحْتَوَاكِ فَانْقَلبْتِ عَليْهِ ؟! .
لَطَالَمَا كُنْتُ أتَسَاءَلُ يَوْمَاً ،تُرَى كَيَفَ يَسْتَقِيمُ أنَ يَجْتَمِعَ الخَيْرَ وَالشَّرَّ معا فِي قَبَّانْ ؟!..
عَرَفَْتُ ذَلِكَ مِنكِ عِنْدَمَا كُنتُ أرَاكِ بِقَلبٍ تَرَهَّلَتْ أجْزَاؤُهُ مِنْ كَثْرَةِ الصَّدَمَاتِ العَاطِفِيَّةِ المُخْتَلِفَةِ ،بَينَمَا كُنْتِ تَسْخَرِينَ مِنْ حَالةٍ بِعَينِهَا لِكَوْنِي إِنسَانْ .
لَسْتِ أنْتِ سِوَى كُتلَةُ مِنْ أدِيم ٍتشكّل صُورَةَ الهُيَولَىَ ،وُلِدْتِ مِنهَا وَاِليْهَا سَتَعُودِينَ ....
أمَّا رِسَالتُكِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ ، فَهِي لاَ تَختَلِفُ كَثِيرَاً عَنْ أمْثَالُكْ ..
الاِهْتِمَامُ بِزِينَةِ الفِرَنْسِّيينِ،وَبِحَضَارَةِ الغَرْبِييّن،وَالتَّحَرُّرَ عِندَ شَوَاطِئِ بِلادِ الغَال . وَالحُرِّيَةِ فِي أرْوِقَةِ قُصُورَ الشَّرْقِ ..
سَيَبْقَى ذَاتُ الشِّيءِ الّذِي كُنْتُ أَرَاهُ فِي عَينَيْكِ ،مَافَتِئ َ يَدْفُعُنِي إِلى اِرْتِكَابِ الآثَامْ .
قَدْ أخْرُجَ مِن دَارِ "الأوبِّرَا"وَأمْضِي اِلى شّأنِي ،لَكنِّي لَنْ أنْسَى قِصَّةُ المَلِك ُ"أودِيبْ"..
سَأكبُتُ صَرَخَاتُ الألَمِ فِي صَدرِي ، وَأُلَمْلِمَ هُمُومِي فِي شِرْيَانِ حَيَاتِي ،أمّا جِرَاحِي الغَائِرَةُ فَسَأكوِيهَا ، وَسَأخْفِي بِابتِسَامَتَي ،سُخْط القَدَرِ وَمُكرَ الأيَّامِ ..
يا سيّدةَ الّلحَظَاتِ المُرِيبَةِ...تُرَاكِ تَلوِّنِينَ وَجْهَ السَّمَاءِ بِقَلَمِ رَصَاصْ !..
أوْ أنّكِ تَبحَثِينَ عَنْ دُمْيَةٍ تُعْجِِبُكِ فِي عَيْنِ الشَّمْسِ !. لاَبُدَّ وَأنَك تَحْلمِين ..
يَا سَيِّدَةَ لَحَظَاتِ القَهْرِ الوِجْدَانِيْ، اِكتَشَفتُ أَنَّكِ مُجَرَّدُ سَحَابَة ٍفِي شِتَاءِ يَوم ٍعَاصِفٍ ،أَخَذَتهَا الرِّيَاحُ بَعِيدَاً فَي الصَّحْرَاءِ. فَكُنْتِ كَالسَّرَابْ،مُجَرّدُ طَيفٍ عَابِرٍ في مخيلتي .
الكاتب
حسين ( أبو عيسى )
أرجو أن تعجبكم
أعجبني
لم يعجبني
خريف الكلام
صفحة
1
من اصل
1
مواضيع مماثلة
مواضيع مماثلة
»
خريف الأحزان
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع
الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ونادي قرية عقيبة
::
منتدى الأدب
::
منتدى القصة القصيرة
منتدى ونادي قرية عقيبة
::
منتدى الأدب
::
منتدى القصة القصيرة
انتقل الى:
اختر منتدى
|
|--المنتدى العام
| |--ساحة المثقفين والأقلام المميّزة
| |--منتدى وساحات قرى عفرين
| |--الأخبار والعالم
| |--آخر الأخبار المحلية يوما بيوم
| |--منتدى الحوار الإسلامي
| |--منتدى الحوار التاريخي
| |--منتدى حوار الأديان
|
|--منتدى الأدب
| |--منتدى القصة القصيرة
| |--منتدى الشعر والشعراء
| |--الثقافة الفنية
|
|--منتدى الأصدقاء الوافدين
| |--ملتقى الأصدقاء والأحباء
| |--منتدى للترحيب والزوار
| |--فنجان قهوة
|
|--آخر الأخبار الرياضية
| |--منتدى الأخبار الرياضية في العالم
|
|--منتدى التقنيات
| |--الصوتيات والمرئيات
| |--برمجيات وكومبيوتر
| |--صور وفلاشات
| |--دروس وقوائم تعليمية
|
|--صحة عامة
| |--منتدى آخر الأخبار الطبية
| |--المطبخ الكردي والعالمي
|
|--الشكاوي والمقترحات
|--المقترحات والآراء والشكاوي
|--المواضيع المكررة والمحذوفة